كل ما تريد معرفته عن الانقسام الفلسطينى ودور مصر فى المصالح بين فتح وحماس
بعد أن تمكنت السلطات المصرية من خلال جهودها الدبلوماسية والاستخباراتية، من المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين والاتفاق على تشكيل حكومة وفاق بينهم، فماذا تعرف عن ذلك الانقسام.
ما هو الانقسام الفلسطيني..
الانقسام الفلسطينى هو مصطلح يشير إلى نشوء سلطتين سياسيتين وتنفيذيتين فى صيف عام 2007 فى الضفة الغربية وقطاع غزة، إحداهما تحت سيطرة حركة فتح فى الضفة الغربية والأخرى تحت سيطرة حركة حماس فى قطاع غزة، وذلك بعد فوز حركة حماس فى الانتخابات التشريعية فى مطلع عام 2006، ونشوء أزمة سياسية ارتبطت بعراقيل للانتقال السلمى للسلطة داخلية وخارجية، وخضوع أجهزة السلطة الفلسطينية للحزب الذى كان تقليديا ومنذ توقيع اتفاقية أوسلو يمسك زمام الحكم الذاتى الفلسطيني حركة فتح.
أسباب الانقسام بين فتح وحماس..
في عام 1994 ومع قيام السلطة الفلسطينية وتسلمها غزة وأريحا وباقي المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في فترة لاحقة، زاد الشرخ تعمقا بتنفيذ السلطة حملات اعتقالات واسعة تركزت على قيادات حركة حماس وعناصرها وجهازها العسكري بعد كل عملية ضد الاحتلال. وفي 25 فبراير عام 1996 أعلنت قيادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة عن قيامها بأوسع حملة اعتقالات ضد عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة استمرت عدة أشهر، وقد وصل عدد المعتقلين في 13 أبريل إلى أكثر من 900 معتقل، وقد تزامنت الحملة مع حملة مداهمات للاحتلال، ولم تتوقف حملة السلطة على نشطاء حماس وإنما وصلت حتى القيادة السياسية للحركة فاعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة عدة قيادات في حماس على رأسها محمود الزهار وأحمد بحر وغازي حمد وإبراهيم المقادمة الذي تعرض لتعذيب شديد حتى ساءت حالته الصحية، وقد أعلن اللواء نصر يوسف قائد شرطة غزة آنذاك أن قواته “عاقدة العزم على تدمير الهياكل المدنية لحماس فضلاً عن جناحها العسكري.
دور حماس وسيطرتها على قطاع غزة..
في مطلع 2006 تم تنظيم ثاني انتخابات تشريعية فلسطينية، وهي أول انتخابات تشارك فيها حماس التي حققت مفاجأة بحصد أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، ليسارع القيادي في حركة فتح محمد دحلان إلى التصريح بأنه من العار على فتح المشاركة في حكومة تقودها حماس، في حين دعا الرئيس محمود عباس الحكومة القادمة إلى الالتزام باتفاقات منظمة التحرير ونهج السلام.
وبعد رفض الفصائل المشاركة في حكومة حماس، شكلت الحركة حكومتها برئاسة إسماعيل هنية الذي سلم يوم 19 مارس 2006، قائمة بأعضاء حكومته إلى الرئيس محمود عباس، لكن الحكومة قوبلت بحصار إسرائيلي مشدد عرقل عملها، وبمحاولات داخلية للإطاحة بها من خلال سحب كثير من صلاحياتها وإحداث القلاقل الداخلية طوال عام 2006.
بعد اتفاق مكة وهي مبادرة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز قام من خلالها بدعوة حركتي فتح وحماس إلى التحاور في مكة، على مدار ثلاثة أيام بين أعلى الهرم القيادي في كلتا الحركتين محمود عباس ومحمد دحلان عن فتح ، خالد مشعل وإسماعيل هنية عن حركة حماس ووقعت الحركتان على ما بات يعرف بـ”اتفاق مكة” في فبرايرباط 2007، بعد أسابيع قليلة تجددت الاشتباكات بين مسلحي فتح وحماس، وهو ما انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة فيما عرف باسم “الحسم العسكري”، ليتحول الانقسام الجغرافي إلى انقسام سيطرة سياسية كامل يوم 14 يونيو 2007 .
الدور مصر في المصالحة بين فتح وحماس..
في منتصف عام 2017 شهد ملف المصالحة جهود مصرية مكثفة لإتمام المصالحة بين فتح وحماس اللذان عبرا عن ترحيبهما بالجهود المصرية فى المصالحة. وعملت حركة حماس علي إصلاح العلاقات مع مصر، والتي فسدت جراء العلاقة بين الحركة وجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة المصرية إرهابية.
كان من أهم الملفات بين الحكومة المصرية وحركة حماس هو ضبط الحدود بين سيناء.. واتجهت القيادات المصرية نحو وضع خطة بشأن الوضع الفلسطيني، تتضمن ممارسة ضغوط على حركتي فتح وحماس لإنجاح ملف المصالحة، والتوافق على تشكيل حكومة واحدة، وإجراء انتخابات فلسطينية شاملة.
وفي الأول من أكتوبر 2017، وصل عبر معبر “إيريز” الحدودى مع إسرائيل”، فد أمنى مصرى رفيع المستوى، إلى قطاع غزة قبل ساعات من زيارة حكومة فلسطين للقطاع فى إطار تنفيذ اتفاق المصالحة، الوفد كان يضم السفير المصرى لدى إسرائيل حازم خيرت، بالإضافة إلى لواءين فى جهاز المخابرات المصرية، استقبل الوفد كل من رئيس المكتب السياسى لحماس إسماعيل هنية ورئيس الحركة فى قطاع غزة يحيى السنوار عند مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.
علي الفور أعلنت حركة حماس اللجنة الإدارية التي كانت بمثابة حكومة تدير القطاع استعداد لوصول حكومة الوفاق إلي قطاع غزة.